بقلم فضيلة الشيخ
أبى عبد الله مصطفى بن العدوى
وها هي رسالة الحجاب, وقد كانت هذه الرسالة أحد أبواب كتاب الأدب واللباس من جامع أحكام النساء, ولكن لكبر حجمها أفردناها برسالة مستقلة سائلين الله -عز وجل- أن ينفع بها الإسلام والمسلمين وأن يثيبنا عليها يوم نلقاه.
هذا وبالنسبة لموضوع الحجاب فبادئ ذي بدء لا نختلف نحن والفضلاء من أهل العلم والمنصفون منهم -الذين لا يرون ما نراه من وجوب تغطية جميع بدن المرأة بما في ذلك وجهها وكفيها- لا نختلف معهم أو بمعني أصح: لا يختلفون معنا في أن الأفضل والأكمل والأقرب للتقوى ومرضاة الله ورسوله: هو ستر كل البدن بما في ذلك الوجه والكفين.
فنسوق لهؤلاء الفضلاء وأمثالهم من أهل الفضل رجالاً ونساءً شبابًا وشابات الأدلة التي رأينا أنها توجب علي المرأة أن تستر جميع بدنها بما في ذلك وجهها وكفيها,ومعها الأدلة التي تبين مشروعية ذلك, فإن رأى هؤلاء الفضلاء: أن الأدلة التي ذكرناها تنتهض للحكم بوجوب تغطية وجه المرأة وكفيها, فبها ونعمت, وإن لم يروها تنتهض للحكم بالوجوب فهي -في أقل أحوالها- تثبت مشروعية تغطية الوجه والكفين, وهذا قد اتفقنا فيه معهم.
ثم اتجهنا بعد ذكر الأدلة على الوجوب والمشروعية إلى تفنيد كل الأدلة التي أتوا بها يثبتوا بها حالات كشف الوجه علي عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, واستفضنا -بحمد الله- في الرد عليها وإسقاط الاستدلال بها, وخاصة التي أوردها الشيخ ناصر الألباني -رحمه الله- في كتاب: حجاب المرأة المسلمة. فبعد إسقاط استدلالاتهم ما يبقى أمامهم -على الأكثر- إلا الإقرار بأن ستر جميع بدن المرأة بما في ذلك وجهها وكفيها هو الحال الذي كان علي عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وكانت عليه النساء الصحابيات في عهده, وفي هؤلاء الأسوة الحسنة فهم خير الناس كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((خير الناس قرني..)) الحديث أخرجه البخاري ومسلم من طرق عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
هذا وننبه هنا على أننا لم نتعرض في هذا البحث للتبرج المزري الذي يقع من نساء المسلمين في هذه الأيام والذي فاق تبرج الجاهلية الأولى, وقد قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أهله: ((صنفان من أهل النار لم أرهما... ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)). وأخرجه مسلم(حديث 2128), فمحل مناقشة هذا النوع وذمه في أبواب الأدب واللباس إن شاء الله.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميٍٍع العليم وتب علينا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وتسلم اخى سفير