مـــــــع المســـــلمين خـــــارج الحـــــدود‏2‏

والدليل علي ذلك أن البنوك التي تتعامل بالنظام الاسلامي لم تتعرض للهزات والأزمة العالمية أثبتت ذلك لدرجة أن المصارف الربوية بدأت تفتح أفرعا لها علي نظام التعامل الاسلامي بالاضافة إلي كيفية مواجهة التحديات التي تحيط بالاسلام والأمة الاسلامية وخاصة مفهوم العولمة‏.‏
‏
*‏ كيف يمكننا أن نواجه التحديات التي تحيط بالإسلام وبالأمة الإسلامية؟
‏**‏ إن مواجهة هذه التحديات تتطلب صياغة رؤية شرعية منهجية مدروسة يتصدي لها أهل العلم والفقه عيدا عن الشعارات والخطب الرنانة والاعتبارات السياسية وقد ذكر الدكتور ابراهيم شويكار في بحثه فلسفة التربية في عصر العولمة أن أحد كبار أساتذة الاسلاميات في أمريكا وهو شارلس فيدر قال إن الإسلام يملك جميع الخصائص التي تستطيع أن تنشر السلام والانسجام في العالم إن الغرب يأمل من المسلمين الذين يحملون الدين الذي أنزله الله وكان لهم ماض مجيد مشرق أن يقدموا مبادئ الحياة وفلسفتها إلي الغرب وبذلك يستطيعون أن يحملوا راية السلام في عالم الغد‏,‏ كما قال العالم الشهير جورج برناردشو في كتابه الاسلام الصحيح وهو يلاحظ بنظرته الدقيقة الطبيعة العالمية للاسلام كنت دوما أري أن دين محمد صلي الله عليه وسلم علي قدر عال من التقدير نظرا لحيويته الفائقة فهو الدين الوحيد الذي يظهر لي أنه يمتلك قدرة عالية للهضم والتمثل وتغيير وجه الحياه مما يجعله دينا ملائما لجميع العصور والأزمات‏.‏

وتبقي هذه الشهادة الدامغة من جانب مفكر في الغرب حجة علينا لإظهار هذا الدين القيم والتبشير به في العالمين قال تعالي كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وكذلك تبديد الصورة المغلوطة التي يسعي البعض إلي ترويجها عن الاسلام والمسلمين‏.‏
‏
*‏ هل تمتلك الأمة الاسلامية مقومات لمواجهة التحديات التي تحيط بها؟
‏**‏ إن الواقع المريض والمؤلم الذي تعيشه الأمة الاسلامية يسمح باستمرار وتفاعل التأثيرات السلبية لأن مقومات المواجهة لدي الأمة ضعيفة إلي درجة أنها لا تستطيع وقاية شعوبها وتحصينها ضد هذه التداعيات السلبية وفي هذا السياق تجدر الاشارة إلي الاستراتيجية الثقافية للعالم الاسلامي التي اقرها مؤتمر القمة الاسلامي السادس الذي عقد في داكار عام‏1991‏ والتي تشكل سياجا واطارا مناسبا للهوية الثقافية الاسلامية وهو الأمر الذي يتطلب من العالم الاسلامي تنشيط وسائل العمل الثقافي وأدواته وآلياته ومنابره والعمل علي تطوير المناهج التعليمية بما يحافظ علي الهوية الاسلامية ويواكب المتغيرات الحديثة إضافة إلي الأخذ بالأساليب العلمية في العمل الثقافي والاعلامي حتي تتوافر له الوسائل المتطورة والكفاءات المدربة الكفيلة بالنهوض الثقافي العام وبذلك يستطيع العالم الاسلامي أن يصمد بقوة أمام ظاهرة العولمة الثقافية‏,‏ بل يمكن أن يذهب إلي أبعد من ذلك ويستعيد قدرته في تحقيق التطور الحضاري‏,‏ وإشاعة أنوار الثقافة الاسلامية في العالم بما تحمله من مثل وقيم وفضائل عظيمة‏,‏ وذلك بعون الله سبحانه وتعالي‏.‏
‏
*‏ هل يتطلب الأمر لإصلاح صورة الاسلام في الغرب اقامة حوار متوازن مع من لم يعرفوا حقيقة الاسلام؟
‏**‏ نستطيع أن نحاورهم اذا طلبوا الحوار لأننا مقتنعون بما لدينا من عقيدة ثابتة وصحيحة‏,‏ وإذا كانوا هم يزيفون حقائقنا أو يريدون أن يلبسوا علينا ديننا فإننا نرفض ذلك‏,‏ وإنما نقول لهم‏:‏ إن هذه الحقيقة الصحيحة في ديننا وهي العقيدة الصحيحة وهذه هي التعاليم الاسلامية التي لاجدال فيها‏.‏
‏
*‏ ما أهم المعوقات التي يواجهها التجديد في الفكر الاسلامي؟
‏**‏ الفجوة الواضحة بين النظرية والتطبيق من أهم معوقات التجديد في الفكر الاسلامي ولا شك أن هناك معوقات أخري كثيرة‏,‏ وقد حظيت باهتمام واسع من جانب العلماء والمفكرين ومنها الجمود والتقليد‏,‏ والغلو المذهبي ومصادر التثقيف الموجهة وغير المبنية علي الفكر الاسلامي الصحيح‏,‏ وكذلك تراجع دور المؤسسات المعنية بتدريس العلوم الشرعية والدعوة الاسلامية وضعف خريجيها وأود أن أقف عند نقطتي الغزو الفكري والثقافي والآثار السلبية للعولمة ودورهما في إعاقة التجديد‏,‏ ولا أري أن ثمة فرقا كبيرا بين المسألتين الا في علاقة الجزء بالكل فالغزو الفكري والثقافي أحد مظاهر وآثار العولمة لأن العولمة ليست لها أبعاد فكرية وثقافية وسياسية واقتصادية واجتماعية ففي الوقت الذي يعيش فيه العالم في قرية صغيرة كما يقول خبراء الاعلام بفعل ثورة الاتصالات والتكنولوجيا وتدفق المعلومات تتعاظم المشكلات الاجتماعية والثقافية والتربوية والاقتصادية والسياسية‏.‏
‏
*‏ إذن كيف نتعامل كأمة اسلامية مع العولمة بشكل صحيح ؟
‏**‏ لا شك أن هناك آثارا ايجابية لهذه العولمة وتتلخص في أن الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق الناس بها وأخري سلبية فهي السمة الغالبة علي افرازات العولمة وانعكاساتها‏,‏ وتستهدف اعادة صياغة المفاهيم والمصطلحات والنظريات الانسانية وفق رؤية الجهة التي تمتلك عناصر القوة والغلبة

ومؤتمرات فقهية سواء في منظمة المؤتمر الاسلامي أو في الأزهر أو رابطة العالم الاسلامي تلك المجامع الفقهية موجودة لذلك يجب أن نضيف ما لدينا من أفكار وتوصيات في المؤتمرات الفقهية حتي نتحاور فيها ونضعها في الشكل والأسلوب الصحيح الذي يمكننا من أن نسير وفقه بما يخدم أمتنا الاسلامية‏.‏