[center][center]10 همسات لمستخدمي مجتمع “الفيس بوك”
عبد الرحمن بن محمد السيد
بسم الله الرحمن الرحيم
“الفيس بوك” : هو موقع التعارف والعلاقات الاجتماعية ، ويُعتبر أهم مجتمع اِفتراضي على الاِنترنت ، أُطلِق في الرابع من فبراير 2004 ، والموقع يتبع نفس شركة ( فيس بوك ) الخاصة ، ويسمحُ هذا الموقع للمستخدمينَ بالانضمام إلى عدة شبكات فرعية من نفس الموقع تصبُّ في فئةٍ معينة مثل : منطقة جغرافية معيّنة تساعدك على اكتشاف المزيد من الأشخاص الذين يتواجدون في نفس فئة الشبكة .
هذا الموقع يحوي 64 مليون مشترك من سبتمبر 2006 إلى سبتمبر 2007 ، وارتفع ترتيب الموقع من حيث الحركة من الترتيب رقم 60 إلى المركز السابع حسب موقع أليكسا ، ويعتبر موقعاً كبيراً أيضاً في تحميل الصور الشخصية حيثُ يتم تحميل أكثر من 41 مليون صورة يومياً ..
ونظراً لهذا الإقبال المتزايد، والتسجيل الحثيث ، والانضمام الكبير جداً للشباب والفتيات وتسجيلهم ضمن نطاق هذا المجتمع، أحببتُ كتابة بعض الهمسات، نصحاً لنفسي ولمن يطّلِعُ عليها من الإخوة والأخوات ..
الهمسةُ الأولى : “الفيس بوك” شبكة عالمية ضخمة ، مثلُها مثل شبكةِ الانترنتّ عموماً ، حسَنُها حسَن وقبيحُها قبيح ، وبهذا تعلم – يا أخي الفاضل – أن القولَ المُطلَق بفسادها قولٌ بعيدٌ عن الحقيقة ، والقولُ المُطلَقُ بصلاحِها قولٌ مُجانبٌ للصواب .. فمن أرادَ الخير وسعى إليهِ واستغلّ هذهِ التقنية شخصياً أو دعوياً وجدَ لهُ مكاناً وسبيلاً ، ومن اِبتغى الشرّ وطلَبهُ سيجدُ مكاناً ولا بُدّ .. أسألُ الله لي ولك التوفيقَ لفعلِ الخير وأعوذُ باللهِ من التيهِ والضلال .
الهمسةُ الثانية : ينبغي معرفة الشروط والتنبيهات التي وُضِعت من قِبل إدارة هذا الموقع ، والاِنتباه لكلِّ ما فيها ، وترجمة غير العربي منها لمعرفتهِا والاِطِّلاعِ عليها ، لِيكونَ المُشارِك على بيِّنةٍ وإدراك لِما سيتعاملُ معَه ، ولِكيْ لا يرتكِبَ مخالفةً للقوانين فيُؤدِّي ذلك إلى إغلاقِ حسابه .
الهمسةُ الثالثة : الحديث عن اِستغلال هذا الموقع من قِبلِ المُخابرات ، أو أنهُ وكرُ الجواسيس المتحرك! أو مركزُ الموسادِ المتحرِّك! حديثٌ مضحكٌ للأسف ، لا يقومُ على بيِّنة ، ولا يعتمدُ على بُرهان ، إلا أنهُ يجدرُ بنا التنبيه إلى عدمِ نشرِ الخصوصيات والأسرار العائلية كي لا يقعَ العضو ضحيةِ لاستغلالِ بعضِ مرضى الهوى وضِعافِ النفوس ، وأخصُّ بذلك الأخواتِ الكريمات .
الهمسةُ الرابعة : اِنتبه من ما يُسمّى بـ ( إدمان الفيس بوك ) ، فكونُك تستخدم هذهِ الخدمة بكثرة قد يُوصِلكُ إلى نوعٍ من الإدمان ، وقد ذكرت الأخت م. هناء الرملي في بحثٍ لها بعض الأعراضِ لذلك الإدمان، منها :
عدم الشبع من موقع “الفيس بوك” وقضاء أوقات طويلة فيه، من تواصل وتعارف وألعاب ورسائل ومتابعة مقاطع الفيديو والتشاتينغ والاختبارات الشخصية وغيرها من مزايا يتيحها “الفيس بوك” للأعضاء.
عند مغادرتك لموقع “الفيس بوك” يواتيك شعور بالرغبة في الدخول إليه.
إهمال كلي أو جزئي للحياة الاجتماعية والالتزامات العائلية والوظيفية.
إهمال الاهتمامات الأخرى والهوايات المحببة التي كانت لك في السابق.
بعد التعب الشديد من تصفح الإنترنت و“الفيس بوك” تلجأ إلى النوم العميق لفترة طويلة.
ظهور آثار اضطرابات نفسية كالارتعاش وتحريك الإصبع بصورة مستمرة.
القلق والتفكير المفرط في “الفيس بوك” وما يحدث فيه عندما تكون بعيداً عن الكمبيوتر والإنترنت، وشعور بالحزن والاكتئاب إذا بقيت بعيدا عنه فترة من الزمن.
تركيز التفكير حول “الفيس بوك” إلى حد الهوس، والحديث يدور حوله عندما تكون بعيداً عن الإنترنت مع الأصدقاء ومن تلتقي بهم.
محاولات متكررة لتقليل عدد الساعات التي تقضيها في “الفيس بوك” وباءت بالفشل.
حدوث حالات إدمان متكررة في استخدامات الإنترنت في فترات سابقة وخروج منها بسلام .
وهذهِ نصائح متفرقة للوقاية من إدمان “الفيس بوك” ، نافعةُ بعدَ الاِستعانةِ بالله والاِعتمادِ عليه، منها :
التقيد بوقت محدد لتصفُّح “الفيس بوك” بما لا يزيد عن نصف ساعة يومياً.
وضع ساعة منبِّه أو مؤقت حتى يتم تنبيهك بمرور الوقت المحدد، وحتى يشعر الإنسان بما يمضيه من وقت.
راجع نفسك بشكل يومي حول استخدامك للفيس بوك وقيِّم أداءك والفائدة التي حصلت عليها.
لا تجعل من “الفيس بوك” الوسيلة الوحيدة لملء الفراغ واللهو، وطريقة للهروب من الواقع وضغوط الحياة.
ممارسة الأنشطة والهوايات المحببة لجعل الحياة أكثر تنوعاً وتناغماً.
الاِنخراط بالحياة الاجتماعية وتجنُّب العُزلة والوحدة.
تدريب الذات على مهارات الاسترخاء البدني والذهني، وممارسة التأمل لراحة الجهاز العصبى وتجديد الطاقة االذهنية والجسدية.
كسر الروتين والتحرر من النمطية فى الحياة والقيام بأعمال جديدة وتغير توقيت استخدام الإنترنت .
كتابة بطاقات للتذكر تتضمن نصائح عن استخدام “الفيس بوك” للوقاية من إدمانه والآثار السلبية للاستخدام المفرط له.
اتباع أسلوب حياة صحي، بمواعيد نوم واستيقاظ منتظمة، ومواعيد لتناول الوجبات دون إلغاء بعضها.
الهمسةُ الخامسة : قد يحصُلُ في هذا الموقع من أنواع التعارف بينَ الجنسين ، وتبادُلِ الصورِ المحرِّمةِ وعشقُها ، والوقوعُ في مرضِ التعلُّقِ القلبي ، والله تعالى يقول : ( قل للمؤمنينَ يغضُّوا من أبصارهم ويحفظُوا فُرُوجَهُم ذلكَ أزكى لهم إنَّ الله خبيرٌ بما يصنعون ، وقل للمؤمناتِ يغضُضنَ من أبصارهنَّ ويحفظنَ فروجهنّ ذلكَ أزكى لهُنّ إنَّ الله خبيرٌ بِما تصنعون ) .. فينبغي على الشابِّ والفتاة المحافظةِ على العِفَّةِ والدين ، والبُعدِ عمّا يخدِشُهُما من قريبٍ أو بعيد .
الهمسة السادسة : نشر الإشاعات ، وتتبُّع العوراتِ والتجسُّسِ على عبادِ اللهِ والاِطِّلاعِ على خصوصياتِهم في هذا العالَمِ الغريب ، أمرٌ منكرٌ لا يسُوغُ لمؤمنٍ القيامُ به ، قال تعالى : ( ولا تجسّسوا ) ، وقالَ الصادقُ المصدوق عليهِ الصلاةُ والسلام : ( المُسلِمُ من سلِمَ المُسلمونَ من لسانهِ ويدِه ) ..
الهمسةُ السابعة : “الفيس بوك” فرصةٌ للاِتصالِ بالدعاةِ وطلبةِ العلمِ والأدباءِ والإعلاميّن والمُؤثِّرينَ في المُجتمعِ مباشرةً دون وسائط، وتكثُرُ على صفحاتِه عدداً هائلاً من المجموعاتِ الدعويةِ والقروبَات الثقافيةِ والإعلاميةِ المُفيدة ، فجديرٌ بمستخدم الفيس بوك الحرِص على اِستغلالِ ذلكَ والاِستفادةِ منهُ بحُسنِ الصداقةِ لطُلاّب العلم وجميلِ الإفادة من تدويناتهم ، يَنَل خيراً كثيراً ، ومخزوناً ثقافياً كبيراً .
الهمسةُ الثامنة : يُعتبر موقع “الفيس بوك” من أضخمِ المواقع في نشرِ الصوَر وترويجها ، حيثُ يتم تحميل أكثر من 41 مليون صورة يومياً .. فاحذر ثمّ احذر من نشرِ الصورِ السّاقطةِ المحرّمة ، واستبدِل ذلك بنشر الصوَر الفنية والجمالية المُباحة ، أو نشرِ التغطياتِ الدعويةِ النافعة .
الهمسة التاسعة : يُتيحُ “الفيس بوك” لأعضائهِ إمكانية التدوين وكتابةِ الخواطرِ البسيطة ، فاحرِص على كتابةِ ما ينفعُ ولا يُسيء ، وتجنّب سيِّءَ الألفاظِ ورديئها ، واجعل من هذهِ الخدمة وسيلةً لنشرِ الأحاديث الصحيحة ، والنقولاتِ المُفيدة للعلماءِ وطُلاّبِ العلم ، والتذكير بفضائلِ الأعمالِ والأقوالِ الصالحة ، ونشرِ الملفاتِ الصوتية والمرئية النافعة ، وبثِّ التفاؤلِ والعزيمة في نفوسِ الأصدقاء والمتابعين .. وتذكّر : ( ما يلفِظُ من قولٍ إلا لديهِ رقيبٌ عتيد ) ..
الهمسةُ العاشرة : في هذا المُجتَمع الواسع “الفيس بوك” : فرصةٌ ذهبية لطلاّبِ العلم والدعاةِ إلى الله والآمرينَ بالمعروف والناهينَ عنِ المُنكَر ، حيثُ يحسُنُ ويجدُرُ الدخول إلى هذهِ الأماكن للدعوةِ والتعليم ونفعِ النّاسِ وتغيرِ المُنكَرات ، وإنشاء الصفحات والقروبات الدعوية والاِجتماعية المناسبة ، والتي أثبتت جدواها وفائدتها في أكثرِ من تجربة ..
أسألُ الله لي ولكم صلاحَ النيّة ، وحُسن العاقبة ، وفعل ما يُرضيه ، واجتنابِ ما يُسخطه ، وأسألهُ الثبات على دينه .. والعزيمةَ على الرُّشد ، والفوز بالجنة ، والنجاةَ من النار ، إنهُ سميعٌ