موعظة أسأل الله الحنان المنان أن ينفعنا وإياكم بها إلى يوم القيامة
آآآآمين
اقشعرت الأرض وأظلمت السماء وظهر الفساد في البر والبحر من ظلم الفجرة
وذهبت البركات وقلَّتِ الخيرات وهزلت الوحوش وتكدَّرتِ الحياة من فسْقِ الظلمة
وبكى ضوء النهار وظلمة الليل من الأعمال الخبيثة والأفعال الفظيعة
وشكا الكِرام الكَتَبَة
( المَلَكَيْن اللذان أرسلهما الله سبحانه وتعالى إلى ابن آدم وهما معه دائما وأبدا ملَكٌ عن يمين العبد لكِتابة حسناته ومَلك عن شماله لكتابة السيئات )
قلنا وشكا الكِرام الكتبة والمعقبات إلى ربهم من كثرة الفواحش وغلبة المُنْكرات والقبائح التي يفعلها ابن آدم
وهذا والله ثم والله منذر بسيْلِ عذاب قدِ انعقد غمامه
ومؤذن بليلِ بلاء قد أدلَّهم ظلامه
فاعتزلوا عن طريق هذا السيل بتوبة نصوح مادامت التوبة مُمِكنة وبابها مفتوح
اشتر نفسك اليوم يا بن آدم فإن السوق قائمة والثمن موجود والبضائع رخيصة
وسيأتي على تلك السوق والبضائع يوم لا تصل فيها إلى قليل ولا كثير
ذلك يوم التغابن
يوم القيامة
يوم الحساب يوم الخِزي
يوم النشور
يوم لا يغني مولاً عن مولى شيئاً
يومٌ تسكن الأبصار ويقلُّ فيه الالتفات
يوم تبرز الخفيات وتظهر الخطيئات
يومٌ يُساقُ العباد ومعهم الأشهاد
يومٌ يشيب الصغير ويسكر الكبير
يومئذ توضعُ الموازين وتُنشرُ الدَّواوين
يومٌ تُبْرَزُ فيه الجحيم وتُغْلَى الحميم وتُزْفَرُ النار ويئسَ الكفار
يومٌ تُسَعَّرُ فيه النيران وتغيَّر الألوان وتُخرس فيه الألسُن وتُنْطَقُ فيه جوارح الإنسان بما عمل في الحياة الدنيا
يومٌ يَعَضُّ الظالمُ على يَدَيْهِ يقول
ياليتني قَدَّمْتُ لحياتي
ياليتني عملتُ صالحا أُرْضي به ربي
ياليتني لم أرتكب الفواحش والمنهيات التي نهاني عليها ربي
ياليتني ... ياليتني ... ياليتني ...
ياليتني تُبْتُ إلى خالقي عزوجل