المايسترو
ღحبيب{خبير}ღ
عدد مساهماتى : 900 انا من : مصر احترامك لقوانين المنتدي : نشاطك فى المنتدي : عدد نقاط التميز : 6741 عدد التقيمات : 2 تاريخ التسجيل : 26/02/2009 وسام1 : وسام2 : وسام3 : وسام4 : توقيع المنتدي :
| موضوع: كيف نعرف الله؟ 01.05.09 1:37 | |
| كيف نعرف الله؟
الرب تعالى يدعو عباده في القرآن الى معرفته من طريقتين: أحدهما : النظر في مفعولاته والثاني : التفكر في آياته وتدبرها. فتلك آياته المشهودة وهذه آياته المسموعه المعقولة.
فالنوع الأول: [size=21]كقوله(ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس)الى آخرها البقره 164. وقوله (ان في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) آل عمران 190.
[/size] وااثاني: كقوله (أفلا يتدبرون القرآن) النساء 82. وقوله (أفلم يدبروا القول) المؤمنون 68. وقوله (كتاب أنزل اليك مبارك ليدبروا آياته) ص 29.. فأما المفعولات فانها دالة على الأفعال والأفعال دالة على الصفات ، فان المفعول يدل على فاعل فعله وذلك يستلزم وجوده وقدرته ومشيئته وعلمه لاستحالة صدور الفعل الاختياري من معدوم أو موجود لاقدرة له ولاحياة ولا علم ولا ارادة.
ثم مافي المفعولات من التخصيصات المتنوعة دال على ارادة الفاعل وأن فعله ليس بالطبع بحيث يكون واحدا غير متكرر ومافيها من المصالح والحكم والغايات المحموده دال على حكمته تعالى . ومافيها من النفع والاحسان والخير دال على رحمته. ومافيها من البطش والانتقام والعقوبة دال على غضبه . ومافيها من الاكرام والتقريب والعناية دال على محبته. ومافيها من الاهانة والابعاد والخذلان دال على بغضه ومقته. ومافيها من ابتداء الشيء في غاية النقص والضعف ثم سوقه الى تمامه ونهايته دال على وقوع المعاد . ومافيها من أحوال النبات والحيوان وتصرف المياه دليل على ءامكان المعاد. ومافيها من ظهور آثارالرحمة والنعمة على خلقه دليل على صحة النبوات. ومافيها من الكمالات التي لو عدمتها كانت ناقصة دليل على أن معطي تلك الكامالات أحق بها.
فمفعولاته من أدل شيء على صفاته وصدق ما أخبرت به رسله عنه فالمصنوعات شاهدة تصدق الآيات المسموعات منبهة على الاستدلال بالآيات المصنوعات ...قال تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) أي أن القرآن حق ، فأخبر أنه لابد أن يريهم من آياته المشهودة مايبين لهم أن آياته المتلوة حق . ثم أخبر بكفاية شهادته على صحة خبره بما أقام من الدلائل والبراهين على صدق رسوله..... فآياته شاهدة بصدقه وهو شاهد بصدق رسوله بآياته. فهو الشاهد والمشهود له وهو الدليل والمدلول عليه... ففهو الدليل بنفسه على نفسه كما قال بعض العارفين : كيف أطلب الدليل على من هو دليل لي على كل شيء؟ فاي دليل طلبته عليه فوجوده اظهر منه ولهذا قال الرسل (أفي الله شك) فصلت 53 . فهو أعرف من كل معروف وأبين من كل دليل فالأشياء عرفت به في الحقيقة وان كان عرف بها في النظر والاستدلال بأفعاله وأحكامه عليه... مقتبس من كتاب الفوائد للامام العظيم ابن قيم الجوزية
[size=25]وأخيرا..
أسأل الله العلي العظيم أن يرزقنا معرفته حق معرفته ون عبده حق عبادته و أن نكون ممن قدره حق قدره وأساله أن نكون من أهل قرآنه وأن يجعله ربيع قلوبنا يارب العالمين انه على كل شيء قدير..... وصلى الله على الحبيب المصطفى وعلى آله الأطهار وسلم تسليما كثيرا الى يوم الدين [/size] | |
|