مجاهدون بلا سلاح

موضوع: مجاهدون بلا سلاح 01.05.09 19:19

مجاهدون بلا سلاح

إن الامة قد أُبتليت بفتنة عظيمة فى دينها و عقيدتها وتكالب عليها الأعداء و تداعوا على حرب الأسلام فى حملة شرسة وحقد دفين يريدون من وراءه مسخ الاسلام فى قلوب وعقول أهله و جر المسلمين إلى التبعية للغرب الكافر وساعدهم على ذلك المنافقون من داخل الأمة فاصبح المسلمون يُحاربون من الداخل والخارج
ولكننا لو نظرنا نظرة محققة وممحصة لوجدنا أن هذا ليس بالجديد وأن هذا هو شأن الحق ما كان على أى ارض وفى كل زمان منذ أن بعث الله الرسل وهم يحاربون بكل السبل من أعداء دين الله بل منذ بدء الخليقة وهناك الكفار والمنافقون يسعون فى الارض فسادا . يتكالبون ويخططون لمحو هذا الدين ولكن كانت النصرة للاسلام والمسلمون مع كل ما واجهوا ومع قلة عددهم فهزموا الأعداء و فتحوا البلدان وبُشروا بالجنة ولكن ما الجديد الجديد هو ما صارت إليه الأمة الأسلامية الجديد هو ما صار عليه المسلمون من ضعف إيمان وركون إلى الدنيا وترهل فى الأجسام والهمم ويأس وإحباط وهذا هو الخطر الحقيقى فاصبح المسلمون هم الخطر الحقيقى على دينهم وعلى زمانهم
فصدق من قال / نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
فنحن فى حاجة إلى أن نوقظ قلوبنا وأن ننتشلها وعقلنا من نومها العميق بل والله من موتها وأن نغرس فى أنفسنا حب الله والجهاد لنصرة دين الله والعزيمة الصادقة لدفع هذا الخطر الداهم فى حاجة إلى أن نتمسك بعقيدتنا وأن نتبع سنه نبينا لكى نستطيع مواجهة هذا العدوان الغاشم فى زمان قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن الماسك على دينه كالماسك على جمرة من نار ) فى زمان لا يُعصم منه الا من علم دينه وسرى على نهج نبيه لا يعصم منه الا المجاهدون وليس المجاهد لنصرة دين الله فقط من حمل السلاح محاربا فى ارض المعركة فى مكان وزمان بعينه ولكن قد أوضح لنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (المجاهد من جاهد نفسه فى طاعة الله والمهاجر من هجر مانهى الله عنه) أن جهاد النفس مقدوم على جهاد العدو بل وهو أصل له فمن لا يجاهد نفسه لتفعل ما اُمرت به وتترك ما نُهيت عنه فلم يمكنه جهاد عدوه فى الخارج وكيف له النصرة عليه وعدوه الذى بين جنبيه قاهر له متسلط عليه
فالمسلمون بذلك فى جهاد مستمر فى معركة لا تنقطع مع كل ما يواجهم من تحديات يومية مع كل ما استحدثه الغرب لهزيمتنا والسطو لا على أرضنا وثرواتنا ولكن للسطو على عقولنا ومحو هويتنا فقد علموا أننا قدلا نُقهر بحرب الأسلحة ولذا فوجه الينا ما يفسد قلوبنا وما يدمرعقولنا ويُهدربه أعمارنا
ولكن مع المقارنة البسيطة بين الفتن التى وُجهت الى المسلمون فى العهود الماضية وبين ما نواجه نحن من هذه التى نطلق عليها فتن لوجدنا أن كل هذا هراء وأنها مع الإيمان الصادق ترتطم بجدار صلب بل حصن منيع فإنها لا تأثير لها الا على من سُلطت عليه نفسه إلا من تحكمت فيه الشهوات.
فما أعده الله للمجاهدين من منزلة ليس سوى لأنهم لا يواجهون عدو واحد ولكنهم امتحنوا بجهاد ثلاثة اعداء (نفسه التى بين جنبيه – الشيطان- و الكفار والمنافقون)

فلنبداء بالعدو الاول...النفس

فان لم تشغلها بالطاعات شغلتك بالمعاصى
فيشمل جهاد النفس تعلم امور الدين والهدى الذى لا فلاح لنا ولا سعادة الا به ويتبعه العمل بما علم فالعلم وحده دون العمل به قد يكون وبال على صاحبه ثم تاتى مرحله انتفاع الاخيرين بعلمك وتعليمهم امور ديناهم والصبر فى تبليغ الدعوه
وقد اخبرنا رسول الله بان النفس عدو خفى لدود فقال ان( اعدى اعدائك نفسك التى بين جنبيك لذلك كان الرسول حينما يرجع من جهاد العداء يقول عليه الصلاة والسلام (رجعنا من الجهاد الاصغر الى الجهاد الاكبر وهو جهاد النفس ) كما قال عمر ابن الخطاب انكم تنتصرون على عدوكم بطاعتكم لله وعصيانهم لله فاذا استويتم معهم فى المعاصى فالغلبة لمن هو اكثر عددا وعدة
فجهلنا بامور ديننا يجعلنا تبعا للغرب فى تقليد اعمى دون المعرفة بان هذا يخالف شرعنا ام لا يجعلنا عاجزين عن الدفاع عنه يجعلنا نوصف كما قال الشيخ الجليل محمد عبده حينما سافر الى بلاد الغرب انى وجدت فى الغرب اسلام بلا مسلمين وهنا مسلمين بلا اسلام
فلو علم كل منا امور دينه وتعامل بها وغرسها فى نفوس ابناء امته لكان النصر لله وللمسلمين
فيجب على كل مسلم ومسلمة هذا الجهاد وان نربى انفسنا واولادنا على حب الجهاد لنصرة دين الله فكل منا داع الى الله كل منا سبب لنصر دين الله او هزيمته فلا نستهين بانفسنا لا نستهين بصدقنا لا نستهين باخلاقنا الحميدة لا نستهين بالنظام والالتزام لا نستهين بطاعة الله فكل هذه دعوه الى دين الله كل هذا نصرة له وبان يفخر الاسلام بان نكون تحت رايته فاجعل لدين الله نصيبا من يومك فالامر بالمعروف والنهى عن المنكر والعمل على نشر دين الله جهاد فى سبيل الله ودعوة الى الله
كما ان للانسان ان يحاول جاهدا ان يتخلص من النفس الاماره بالسواء بان يفطمها عن شهواتها واطماعها ومخالفتها وعدم الرضاء عنها والتبصر بعيوب النفس فاذا همت نفسك بمعصية فتذكر ان الله يراك وان الموت ياتى بغته وقد تكون على معصيه وان للقبر وحشة ووحدة

واما عن العدو الثانى ..... الشيطان

فانه يجرى من الانسان مجرى الدم فياتى بالشبهات ويزين الشهوات { وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }،{ يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ } . فحققوا رحمكم الله الإيمان بالله والتوكل عليه لتعتصموا به من هذا العدو المبين ، ف { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ } .(ان الذين انقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فاذا هم مبصرون)

ولكن العدو الثالث ..... المنافقين والكافرين

جهاد الاعداء والمنافقين باظهار البراءة من الكفر والشرك واهله وذم اعداء الدين اصل من اصول الجهاد فى سبيل الله وتعد موالتهم والقاء المودة اليهم من الاصول العملية لالغاء الجهاد فى سبيل الله
والجهاد فى ميدان الحرب يعد فرض عين على كل مسلم اذا اعتدى عليه العدو

ارجو من الله ان اكون قد افتدكم
واسالكم الدعاء بظهر الغيب